في إطار رسالة جامعة الزقازيق الهادفة إلى تعزيز ثقافة السلام وبناء الهوية الوطنية، نظّمت كلية التربية النوعية ندوة موسعة بعنوان "الكشفية والسلام"، بالتعاون مع جمعية الكشافة البحرية المصرية، وذلك تحت رعاية معالي أ.د.خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، ومعالي أ.د. جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف معالي أ.د.هاني حلمي، عميد كلية التربية النوعية، ومعالي أ.د.أحمد بديع، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة،وتنظيم أ.د.سماح عبدالفتاح ،مدير وحدة تنظيم المعارض والمؤتمرات.
أقيمت الفعالية يوم الأحد الموافق ١٣ أبريل ٢٠٢٥م ،في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا ،بقاعة المناقشات بالكلية، وقد شهدت حضورًا نوعيًا ولافتًا من قيادات المجتمع المدني والنواب والخبراء في المجال الكشفي والتدريبي، إلى جانب طلاب وطالبات الكلية وأعضاء هيئة التدريس.
افتتح الندوة أ.د. أحمد بديع، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بكلمة ترحيبية أكد خلالها أن هذه الفعالية تأتي في إطار احتفالات الجامعة بذكرى تحرير سيناء، وتأكيدًا على دور الحركة الكشفية في تعزيز الانتماء وبناء الشخصية. كما عبّر في كلمته عن فخر الكلية بهذا التعاون المثمر، مؤكدًا أن "الحركة الكشفية تمثل واحدة من أنبل صور العمل التطوعي، فهي لا تسهم فقط في تنمية المهارات الفردية، بل تعزز القيم الوطنية والسلوكيات الإيجابية لدى الشباب". وأضاف: "نحن نحتفل بتحرير الأرض، ولكننا أيضًا نحتفي بتحرير العقول وتحصين الوجدان، عبر نشر ثقافة السلام والانتماء".
من جانبه ،ألقى د. محمد صلاح، رئيس جمعية الكشافة البحرية المصرية، محاضرة شاملة تناول فيها فلسفة الحركة الكشفية وأهدافها. وصرح أن"الكشفية تعلم الإنسان كيف يؤدي واجبه نحو الله والوطن والأسرة والمجتمع. إنها تربي جيلاً قادرًا على العطاء، يتحلى بالمسؤولية، ويملك المهارات الحياتية والقيادية". كما استعرض أنشطة الجمعية وبرامجها التدريبية الدولية والمحلية، مؤكدًا أن الكشافة تسهم في تمكين الشباب من خلال مهارات الصيانة، والإسعافات، والكهرباء، والإدارة الذاتية.
كما عبّرت أ. فايقة فهيم ، عضو مجلس النواب ورئيس جمعية المرشدات بالشرقية، عن سعادتها بالتفاعل الطلابي وروح الانتماء التي لمستها داخل الكلية. وأكدت في كلمتها علي أن السلام ليس شعارًا بل سلوك وفكر، ويبدأ من داخل الفرد لينعكس على المجتمع. وأن حوارها مع الطلاب أظهر مدى وعيهم ورغبتهم في أن يكونوا فاعلين في وطنهم.
وفي السياق ذاته ،فقد أعرب أ. إسلام أيوب، القائد الكشفي والمفوض العام لجمعية الكشافة البحرية المصرية، عن فخره بزيه الكشفي، مؤكداً أن "الكشاف شجاع، يثق في نفسه، ويتحلى بسمات قيادية وشخصية متزنة". وتحدث عن دلالات الإشارات الكشفية، والدورات التدريبية التي تقدمها الجمعية في مجالات متعددة، أبرزها الكهرباء، والإسعافات الأولية، والصيانة، داعيًا الشباب للانخراط في هذه البرامج.
ومن جانبها، صرحت أ.د. سماح عبد الفتاح، مدير وحدة تنظيم المعارض والمؤتمرات بالكلية:" الندوة جاءت تتويجًا لجهود جماعية استهدفت تقديم فعالية تليق باسم الكلية وتؤكد رسالتها في دعم أهداف التنمية المستدامة، وتنمية وعي الطلاب في قضايا ترتبط بهويتهم ودورهم في المجتمع". وعبّرت عن امتنانها للتعاون المثمر بين الكلية والجمعية الكشفية، ولجميع القائمين على التنظيم من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وقد تخللت الندوة فقرات متنوعة شملت تلاوة قرآنية للطالبة سمر عطية، وقصيدة شعرية عن حب مصر من تأليف الطالب أحمد عبد الحليم وأداء الطالبة حنان حسام، في لمسة فنية وطنية مؤثرة.
هذا وقد شارك في الحضور ،الإعلامي خالد الشنواني ممثلًا عن تلفزيون القنال، إلى جانب شخصيات عامة بارزة من المجتمع المدني، منهم أ. محمد عبد المنعم زنون،معلم كبير بدرجة وكيل وزارة سابق ، و أ. أحمد مدحت الشحات،المحامى ورئيس جمعية بناة المستقبل ، والمهندس محمد إبراهيم علي ،مدير أكاديمية الشرقية للدارسات المتخصصة، و د. محمد رمضان مستشار التدريب بالوطن العربي ،مما أضفى على الندوة طابعًا وطنيًا وتربويًا جامعًا .
جدير بالذكر أن ، ندوة "الكشفية والسلام" جاءت لتجسد رؤى كلية التربية النوعية في دورها المجتمعي والتربوي، حيث تم المزج بين التوعية والتثقيف والانتماء الوطني في فعالية نوعية ذات مضمون تربوي عميق. لقد أعادت هذه الفعالية الاعتبار لقيم سامية قد نغفل عنها في زحمة الحياة اليومية، مؤدية بذلك رسالة تعليمية متكاملة، لا تكتفي بنقل المعرفة بل تغرس المعنى. وهي محطة مضيئة جديدة في سجل الكلية، تُضاف إلى سلسلة من الإنجازات النوعية التي تؤكد أن بناء الإنسان هو جوهر رسالة التعليم.